طموح يتحدى القهر الجزء الاخير

Admin المساهمات : 9 تاريخ التسجيل : 08/09/2008

طموح يتحدى القهر -5 -

عبارة واحدة تكفي..

-- اعدمني هنا سيدي.....

-- ماذا تقول ؟؟ هل جننت ؟؟

-- نعم ..اعدمني هنا في مكتبك الان ..اعدامك لي اهون من حرماني لشهر واحد متبقي لنهاية المشوار كله..

-- اخرج فورا ...

..انهارت قواي ..فقدت صوابي...

-- لا لن اخرج حيا" ..اعدمني ..اتوسل اليك ..اعدمني انهي حياتي ..لن اخرج لن اخرج..

...لم اتمالك نفسي..انهمرت دموعي بلا وعي..وانا اصرخ ..اعدمني ..اعدمني

عندها سكنت ثورته..حاول ان يمتص انفعالي...لكني مازلت منهارا ..اصرخ اعدمني ارجوك ..

.........

اخيرا ..همس بصوت هاديء..

-- حسنا عد الى عملك ....اترك الموضوع الان لايام قليلة .. وتأمل خيرا ان شاءالله..

ادركت انه لا يحب ان يتراجع عن قرار اتخذه اليوم ليغيره في نفس اليوم ..فأنسحبت بهدوء

... اول مرة في حياتي ..اشعر بداخلي يتفجر ينهار احاول ان ادافع عن اخر ماتبقى لي ..رغم العذابات التي كنت احملها كالجبال فوق طاقتي ..لكني لا احتمل الفشل ..ولا احتمل الهزيمة ..

يومين مضت ..بعدها عدت اقدم طلبا" لعودتي للدوام المسائي ..

وافق المدير العام على طلبي..

اول مرة صرت اعود من الجامعة الى العمل لا اخشى رؤية المدير العام لي..

بقي ثلاثة اسابيع لانتهاء السنة الاخيرة من سنوات الكفاح المرير..ثلاثة اسابيع لأطوي صفحات من عمري امتلأت بالقهر والخوف والتحدي..

لكني في اعماقي لست أأمن جانب المدير العام ..لعله يرسل كتابا للجامعة كي يتم ترقين قيدي ..

مازلت اتوجس خيفة عند اي ورقة يحملها احدهم يدخل قاعة المحاضرات ..

تمضي الايام سريعة ..ندخل الامتحانات النهائية ..

بقي اسبوع لتنتهي مأساتي...ستة ايام ..خمسة ..

حتى وصلت الى اخر يوم من الامتحانات..

بقيت ساعتان فقط تفصلني عن انجاز حلمي الكبير..

دخلت الامتحان الاخير..

يارب تمضي الساعتان بسلام..

توزع الاسئلة ..اباشر بالكتابة .تمضي الدقائق بصعوبة ..افكر بالاسئلة ..افكر باليوم الاخير ..باللحظات الاخيرة

يطرق احدهم باب القاعة..يتقدم حاملا" ورقة يسلمها لمراقب الامتحان ..

عيني تترقب بخوف..اتطلع الى عينيه وهو يقرأ الورقة ..احاول ان افسر ماذا يكون مكتوب فيها..

يلتفت الينا ....قلبي يخفق بشدة ..

--- من منكم نزار خزرجي ؟؟؟

سقط القلم من يدي ..اخر نصف ساعة من اخر مرحلة بالجامعة ..

تلعثم لساني....

-- انا ..

...لم تخرج الكلمة مني بسهولة ..انهارت قواي..

--- حسنا" مطلوب منك مراجعة السيد العميد فور الانتهاء من الامتحان اليوم..

لم اعد ارى الحروف فوق السطور..انتهى كل شيء..لم اعد قادرا على كتابة اي شيء..

ماذا يريد العميد مني ؟؟؟ وماذا سيكون رد فعلي..؟؟

كيف لو حرموني من الشهادة ..؟؟ وكيف استوعب الحدث ؟؟ ماذا اتصرف حينذاك ؟؟؟

لم اعد اكتب شيء..ضاعت الافكار في نفسي ..وضعت انا فيها..

سلمت دفتر الفحص....تقودني قدماي الى غرفة السيد العميد..

اطرق الباب ..

--- تفضل

-- انا نزار خزرجي ....

-- اهلا وسهلا تفضل ..

-- اولا" وقبل كل شيء ..احب ان اقول لك : مبروك

...مبروك ؟؟ على ماذا ؟؟

-- مبروك لان عمادة الكلية رشحت اسمك لتكون معيدا" في الكلية هنا..

-- انا ؟؟

-- نعم ..لتفوقك طيلة السنوات الاربعة الماضية ..فأنت الوحيد الذي تم ترشيحك لتكون زميلا" لنا وانا سعيد بك ..تفضل املأ هذه الاستمارة ..

.....يااااااااااه ...كل من يحيا الحياة الجامعية ..يحلم ان يكون استاذا بها ذات يوم ..الا انا ..

لاني مرتبط بالعمل في التصنيع العسكري..لايجوز ان اترك العمل والحرب. مازالت مشتعلة مع ايران ..فلو تركت العمل لمدة اسبوع واحد فقط ..فأن جهاز الامن الخاص كفيل بعودتي للعمل..

--- اعتذر منك سيدي ..لايمكنني قبول هذا الترشيح ...

-- معقول ؟؟ ترفض ان تكون معيدا في الكلية ؟؟ كل زملاؤك يتمنون هذه الدرجة ..

-- نعم سيدي ..الا انا ...لظروف اصعب مني ..

-- غير معقول ما اسمع ..

-- لاني اعمل في التصنيع العسكري سيدي ..ولن يسمح لي بترك العمل هناك

...يصيبه الذهول ...السيد العميد ...اشعر به يبحث عن كلمات يواسيني بها ..فلايجد شيئا.منها..

اشكره على هذا الترشيح ...واعتذر لرفضي له ..اودعه واللوعة تمزق احشائي ....

انتهت

طائر الحب الحزين