[color=red]بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
براعم الامنيات
كنت اتخبط في طفولتي ...يبدو ان الفراغ الذي يشكلة ابي في حياتي جعلني احيا في صراع مع نفسي..لم يكن يشكل ملامح واضحة للانسان الرمز الذي احتاجه كي اقتدي فيه ..شعرت بفراغ كبير وانا اجد طاقات تتدفق في اعماقي تدفعني تطالبني كي اصنع شيئا..
امضيت سنوات شبابي وانا احاول ان اجد نفسي في بضع اشياء اجرب ان افك طلاسمها لعلني اجد ملامح شخصيتي فيها ..
اخيرا تلمست شعوري بالسعاده حين امضي وقتي في مطالعة الكتب ...كانت الكتب هي اعز اصدقائي في الحياة ..التجيء اليها حين اشعر بالضيق او الملل او الرتابه ...اشعر بأني احكي مع كتبي اتحاور معها اجد لغة خاصه بيني وبين كتبي..
لهذا صرت احرص ان التهم الكتب بنهم شديد دون ان ارتوي منها ..
اسعد اوقاتي حين اعمل جولة بين مكتبات شارع المتنبي اتنقل بين صفحات اود لو اتنفسها مع الهواء..
تمضي السنوات ، يكبر العمر وتكبر معه امنياتي الجميلة ..
صرت اصنع لنفسي عالما" خاصا ..اهرب اليه من وسط الجموع ...لا أشعر بالراحة بين الناس ..احس انهم في وادي آخر ..هذا هو الشيء الذي ورثته من ابي ..لم يكن لديه اصدقاء ...او يمكن هو لايريد ان يرتبط بصداقات عميقة في حياته ..لهذا وجدت نفسي وبلا وعي مني انجرف في طريق لا احس بالاخرين من حولي ..عوضت عنهم بأصدقاء من نوع اخر وهي الكتب التي لا اشبع منها ..
لكني اشعر بالضعف ..لم اجد من يهتم بي او يأخذ بيدي وسط هذا العالم المتناقض ...المليء بالرزايا من كل نوع ...
يهمس لي ابي ، لابد ان اختصر مشوار الدراسة كي التحق بعمل يؤمن لي مورد اضمن فيه حياة امي واخوتي حيث اني الابن الاكبر ، وعلي ان ادفع ضريبة قدري هذا ...فأبي ليس لديه وارد دائم لهذا فقد اسدى لي بنصيحته تلك كي يوفر على نفسه مسؤولية العائلة ...
كان انانيا" في نصيحته هذه ، ترجمها لاحقا" حين ترك البيت معلنا" انه لم يعد مستعدا" لتحمل نفقات العائلة ...
هكذا وجدت نفسي في منتصف الطريق اطوي صفحة احلامي كي احمل على كاهلي مصير امي واخوتي الصغار..
وجدت نفسي فجأة وقد غادرت مدن الامنيات ...ليس جديرا بي ان احلم بالسعاده ...فها انا ألملم حطام عائلة هجرها الوالد مخلفا" لي ميراث ثقيل ..أم متعبه من قهر السنين ..وأخ اصغر مني يتعثر في دراسته وثلاث اخوات لم يكن لديهن اختيار سوى الاستسلام للقدر ..
.صراع مرير يستولي على صور طفولية طالما حرصت على الاستمتاع بها في مخيلتي البريئة ..
لكنها أبت ان تبارح ذاكرتي فزادت من لوعتي بهذا المصير المتوحش لحياتي..
حينها كنت قد انهيت دراستي وسمعت نصيحة ابي فتقدمت للتعيين بوظيفة[/color]
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
الإثنين سبتمبر 08, 2008 1:55 pm